خبير: مستقبل الروبوتات الشبيهة بالبشر مظلم ومحدود

في ظل التطور السريع للتكنولوجيا، أصبحت الروبوتات تؤدي العديد من المهام البشرية بكفاءة وسرعة، مما دفع بعض الدول لاستبدال العمالة البشرية بها. ومع ذلك، حذر الخبراء من التبعات المحتملة لهذا التحول، مشيرين إلى مخاطر كبيرة قد تترتب على ذلك. فما هي الحقائق وراء هذا التحذير؟
تضيع الأموال على الروبوتات البشرية
حذر رودني بروكس، أحد كبار خبراء الروبوتات ومؤسس شركة آي روبوت «iRobot»، المستثمرين الذين ينفقون مبالغ طائلة على صناعة الروبوتات، مؤكدًا أن تلك الاستثمارات قد تكون مضيعة للمال. يرى بروكس أن الاعتماد على مقاطع الفيديو لتعليم الروبوتات المهام البشرية ليس سوى خيال، ولا يمكن الاعتماد عليه في تطوير تكنولوجيا فعالة.
التحديات التي تواجه نجاح الروبوتات البشرية
أكد بروكس أن هناك العديد من التحديات التي تعيق نجاح الروبوتات البشرية، ومنها:
1. **قصور القدرات اللمسية**: الروبوتات الموجودة حاليًا تعاني من عدم قدرتها على محاكاة البراعة البشرية. فبينما تتوفر اليد البشرية على حوالي 17 ألف مستقبل لمسي، لا يوجد أي روبوت يمكنه منافستها في هذه القدرة.
وأشار بروكس إلى أن، على الرغم من أن التعلم الآلي أحدث تغييرات كبيرة في مجالات مثل معالجة الصور والتعرف على الكلام، فإن هذا التقدم يعتمد على بيانات ضخمة متاحة منذ عقود، بينما نفتقر إلى مثل هذه البيانات في مجال اللمس للروبوتات.
2. **مخاطر السلامة**: الروبوتات البشرية كاملة الحجم تحمل مخاطر كبيرة، بسبب الطاقة الكبيرة اللازمة للحفاظ على استقرارها. يمكن أن تنجم عن عدم استقرارها إصابات خطيرة. كما تمتاز القوانين الفيزيائية بزيادة خطورة تلك الروبوتات، حيث يزداد تأثيرها الضار بمقدار ثمانية أضعاف حينما يتضاعف حجمها.
إعادة تصميم الروبوتات بعيدًا عن الشكل البشري
يعتقد بروكس أنه في المستقبل، ستتخلى الروبوتات الناجحة عن الشكل البشري، وستكون مصممة لتؤدي وظائف متخصصة. يتوقع أن تحتوي على عجلات وأذرع متعددة وأجهزة استشعار متقدمة، مما سيسهل استخدامها في مهام محددة خلال الخمسة عشرة عامًا القادمة.
بناءً على هذه المعطيات، يرى رودني بروكس أن الأموال المستثمرة في الروبوتات البشرية الحالية هي مجرد تمويل لتجارب تكنولوجية لا تؤدي إلى نتائج قابلة للتطبيق على نطاق واسع.